الموقع في طور التطوير والتحديث

رسائل دعويةرسائل متنوعة

لا تحزنْ ما دمْتَ مؤمناً بالله

لا تحزنْ ما دمْتَ مؤمناً بالله

الحياة مليئة بالتحديات والمواقف الصعبة التي قد تهزّ كيان الإنسان وتجعله يتساءل عن الغاية من وجوده، إلا أن الإيمان بالله يمنح القلب سكينة، ويزرع في النفس الطمأنينة، حتى في أشد الظروف قسوة.

فالمؤمن يدرك أن هذه الدنيا دار اختبار، وأن كل ما يحدث فيها مقدّر بأمر الله، فلا يحزن ولا ييأس وعلى العكس، نجد أن من ابتعد عن نور الإيمان تملّكته الحيرة والاضطراب، وغرق في بحر الشكوك والأسئلة التي لا يجد لها جوابًا شافيًا.[1]

الإيمان بالله مصدر السعادة والسكينة

حين يتجذّر الإيمان في قلب الإنسان، يصبح أكثر قدرة على مواجهة الحياة بصبر وثبات، ويستطيع تجاوز الأزمات دون أن يفقد اتزانه.

فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ(الفتح: 18)، فسكينة القلب تأتي حين يكون الإنسان متوكلاً على الله، راضيًا بقضائه، واثقًا بحكمته.

وهذا ما يميز المؤمن الحقيقي عن غيره؛ إذ لا تؤثر فيه تقلبات الدنيا، بل يستمد قوته من يقينه بأن الله معه.

فعلى مرّ التاريخ، رأينا نماذج رائعة لأشخاص مروا بأشد المحن، لكنهم ظلوا ثابتين بفضل إيمانهم فالإمام أحمد بن حنبل، رغم التعذيب في محنة خلق القرآن، لم يهن ولم يتزعزع، لأن قلبه كان معلقًا بالله.

الحيرة والضياع عند فقدان الإيمان

على الجانب الآخر، نجد أن من يُقصي الله من حياته يقع فريسة للقلق والتخبط، فتصبح الدنيا أمامه بلا معنى، ويعيش في دوامة من الحيرة والضياع.

وقد عبّر كثير من الفلاسفة والمفكرين عن هذه الحالة، كما قال الشاعر إيليا أبو ماضي:

جئتُ لا أعلمُ مِن أين ولكنيِّ أتيتُ

ولقد أبصرتُ قُدَّامي طريقاً فمشيتُ[2]

وهذا يوضح الفراغ الروحي الذي يعانيه من لا يؤمن بالله وحتى بعض العباقرة الذين أنكروا الإيمان، وقعوا في صراعات داخلية.

كما يقول الفخر الرازي: “نهاية إقدام العقول عقالُ“، أي أن العقل وحده لا يكفي للوصول إلى الحقيقة المطلقة.[3]

فالإنسان الذي يعيش بلا إيمان يكون عرضة للأفكار السلبية والمعتقدات الخاطئة التي تجعله يشعر باليأس والضياع، بينما الإيمان بالله يعطيه الأمل والتوازن النفسي.

إن الحياة الحقيقية تكمن في الإيمان، فهو الذي يعطي الإنسان معنى لوجوده، ويجعله يعيش في حالة من الطمأنينة والرضا مهما اشتدت الصعاب.

لذا، فلنحرص على تقوية إيماننا، ولنجعل التوكل على الله هو مبدأ حياتنا، حتى ننعم بالراحة والسعادة الحقيقية.


[1] كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني

[2] الديوان » لبنان » إيليا ابو ماضي » جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت

[3] كتاب شرح العقيدة الطحاوية – ناصر العقل،ج40،ص:3

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى