الموقع في طور التطوير والتحديث

رسائل دعويةرسائل وعظية

عندك نعم كثيرة

عندك نعم كثيرة

إن الله سبحانه وتعالى أغدق على عباده نعمًا عظيمة، لا يمكن للإنسان أن يحصيها أو يدرك مداها، فقد قال تعالى: ﴿ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا(إبراهيم: 34). 

وهذه النعم تشمل كل ما نحتاج إليه في حياتنا من صحة، وأمن، وهدى، وأرزاق.[1]

 ومع ذلك، قد يغفل الكثيرون عن قيمة هذه النعم وأهمية شكرها، مما يجعلها عُرضة للزوال.

أهمية الشكر في حفظ النعم

الشكر هو الأساس الذي يحفظ النعم ويزيدها. يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7).

والشكر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو اعتراف بالنعمة واستخدامها في طاعة الله ووفق مرضاته. [2]

وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “إن النعمة موصولة بالشكر، والشكر متعلق بالمزيد، وهما مقرونان، فلا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد“.[3]

التحذير من زوال النعم بسبب المعاصي

المعاصي والجحود بالنعم من أهم أسباب زوالها. قال الله تعالى: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (النحل: 112).

فالذنوب تجعل النعم تتحول إلى نقمة، ولذا كان الحسن البصري يقول: “إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء، فإذا لم يُشكر قلبها عليهم عذابًا“.[4]

وختاماً فإن نعم الله علينا كثيرة وعظيمة، ولا سبيل لحفظها إلا بالشكر والاستقامة على أمر الله.

فلنحرص على الاعتراف بفضل الله وتسخير نعمه فيما يرضيه، ولنبتعد عن المعاصي التي قد تعرضنا لفقدان هذه النعم.

نسأل الله أن يحفظ علينا نعمه ويرزقنا شكرها واستخدامها فيما يرضيه.


[1] كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني

[2]  الجامع لاحكام القرآن ج6 ص6.

[3] شعب الإيمان للبيهقي برقم:4207.

[4] الشكر لله، لابن أبي الدنيا برقم:17.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى