الموقع في طور التطوير والتحديث

رسائل دعوية

اللهُ يجيبُ المُضْطرَّ

اللهُ يجيبُ المُضْطرَّ

تمرّ على الإنسان لحظات يشعر فيها بالعجز التام، حيث تنقطع به السبل، ويجد نفسه في أمسّ الحاجة إلى من ينقذه.

في تلك اللحظات، لا ملجأ إلا الله، الذي وعد عباده بالإجابة حين يضطرون إليه.

أثر الدعاء في تفريج الكرب

الدعاء هو سلاح المؤمن الذي يلجأ إليه في أوقات الشدة، فهو الطريق إلى الراحة النفسية وزوال الهموم.

ومن يتأمل قصص الأنبياء والصالحين يجد أن الدعاء كان لهم الملجأ الأول عند الأزمات.

فالنبي يونس -عليه السلام- عندما ابتلعه الحوت، لم يكن له مخرج إلا من خلال الدعاء، فقال: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ(الأنبياء: 87)، فاستجاب الله له ونجّاه.

كما أن تاريخ البشرية حافل بأمثلة لأناس لجؤوا إلى الله في أشدّ لحظاتهم ضعفًا، فاستجاب لهم.

فالمهاتما غاندي، رغم أنه لم يكن مسلمًا، أدرك قوة الصلاة في التخفيف من أعباء الحياة، فقال: “لو لم أصلِّ، لأصبحتُ مجنونًا منذُ زمنٍ طويلٍ“.[1]

الطمأنينة في الإيمان والاعتماد على الله

من أسباب السعادة الحقيقية في الحياة، الإيمان بأن الله قريب من عبده المضطر، يسمعه ويستجيب له.

فالمؤمن الذي يثق بأن الله لن يخذله يعيش في طمأنينة، بعيدًا عن القلق والاضطراب النفسي.

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (محمد: 2).

وقد عبر الأدباء والعلماء المسلمون عن هذه الطمأنينة، فنجد أبا حازم يقول: “إنما بيني وبين الملوك يومٌ واحدٌ، أما أمسِ فلا يجدون لذَّته، وأنا وهم من غدٍ على وجلٍ، وإنما هو اليوم، فما عسى أن يكون اليوم؟

إن الله قريبٌ من عباده المضطرين، لا يردّ من لجأ إليه بصدق والدعاء هو مفتاح الفرج، وهو الوسيلة التي تطمئن بها القلوب وتزول بها الهموم.


[1] كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى