الموقع في طور التطوير والتحديث

رسائل رمضانية

الصوم والعمل

 من المعلوم أن شهر رمضان هو شهر تقل فيه المعاصي وتنعدم فيه الى حد كبير الذنوب، وتظهر فيه معاني الأخلاص والنية في العمل وذلك رغبة في الحصول على التواب والأجر الكبير .

ومما لا شك فيه أن هذا الأمر ينعكس إيجابا على المردودية الانتاجية في العمل وكذا على النمو الاقتصادي للبلدان الاسلامية، وقس على ذلك فالمسلمون خلال شهر رمضان الفضيل يستغلون يومهم كاملا في عملهم لأنه لم تعد عندهم وجبات تشغلهم عن العمل وأوقات خاصة بالأكل تحبسهم عن آداء وظائفهم، وهذا الأمر لا محالة يرجع بالنفع على اقتصاد بلدانهم.

على عكس ما يتم الترويج له في كون رمضان الكريم شهر تقل فيه الانتاجية في العمل ويضمحل فيه الاقتصاد وتتناقص فيه وثيرة الشغل، لأنهم ربطوا الصيام بقلة الأكل وانعدام الطاقة وبالتالي انعدام الرعبة عند المسلمين في العمل، والأمر غير صحيح لأن المسلمين بنوا نهج حياتهم وفق ما جاء به الدين الاسلامي من تعاليم وانطلاقا مما كان يقوم به قدوتهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال شهر رمضان، إذ أنه جاء في الأثر أن معظم الغزوات التي قام بها النبي عليه الصلاة والسلام كانت خلال شهر رمضان، وهذا يدل لا محالة أن الصوم لم يكن أبدا مانعا في العمل الجاد والتفاني في الشغل.

لكن هذا الأمر لا ينطبق على ما يخالف أمر ربه ليلا بالسهر والتدخين وغير ذلك، لأن طاقته استنفدها ليلا ولن يبقى له جهد في العمل نهارا، وهذه الفئة من المجتمع بلورت فكرة سلبية عند الغير أن رمضان وقت التهاون والكسل وكثرة النوم وقلة العمل والانتاجية، ما جعل بعض أرباب العمل يأمرون عمالهم بالإفطار نهارا في رمضان وهذا الصنيع بطبيعة الحال يؤثمون عليهم ويحملون أوزارهم وأوزار عمالهم إلى يوم القيامة. 

أخي المسلم ضاعف عزمك خلال هذا الشهر الفضيل واسعى نحو طلب الرزق الحلال الذي تؤجر عليه، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” سورة الملك الآية:15. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أَطْيبُ الكسبِ عملُ الرجلِ بيدِه ، و كلُّ بيعٍ مبرورٍ” رواه الألباني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى