الموقع في طور التطوير والتحديث

رسائل دعويةرسائل وعظية

التوبة النصوح

في هذه الحياة يعيش الإنسان في تخبط مع مشاكل الدنيا وأحيانا يحصد السيئات بقصد أو بغير قصد، لكن مع مرور الوقت يحس بالندم جراء تلك المعاصي فيتوجه إلى باب التوبة المفتوح للجميع ، لكن بشرط أن تكون توبته خالصة يتخللها الندم وعدم العودة إلى ذلك الفعل، لقول الله سبحانه: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وكذلك قوله: “وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يضاعف  لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” [الفرقان:68-70].
إذا تأملنا الآية السالفة وجدنا أن المشرك والزاني والقاتل بغير حق سيلقون نار جهنم ويضاعف لهم العذاب، إلا الذين تابوا منهم فإن الله سبحانه وتعالى سيكفر ذنوبهم ويعفو عنهم ويغير سيئاتهم حسنات لأن الله سبحانه وتعالى رحمته وسعت كل شيء وبابه مفتوح للكل إلا من أبى.
ومن أجل توبة نصوح لابد من تضافر ثلاثة عناصر وهي:
أولها: الندم على كل المعاصي والسيئات التي قام بها الشخص.
ثانيها: ترك المعصية والإقرار بعدم الرجوع اليها تعظيما لله تعالى وخوفا منه.
ثالثها: الإقرار الصادق والعزم على عدم الرجوع إلى تلك المعاصي.
والتوبة تستوجب الإسراع في الاستغفار وطلب العفو من الله تعالى لأن المؤمن لا يعرف متى يأتي أجله ومتى ينقضي عمره، وبالتالي فمن الأفضل الابتعاد عن المعاصي قدر الإمكان والإقرار بعدم القيام بها، يقول الله تعالى: “وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ“. آل عمران/133-136
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
ما من رجل يُذنب ذنباً، ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له“. أخرجه الترمذي .
وخلاصة القولة لا يجب على المسلم أن يقنط من رحمة الله ، وأن يعرف في قرارات نفسه أن رحمة الله كبيرة وواسعة ، وما يلزمه سوى التقرب من الله بالاستغفار وطلب العفو والمغفرة، يقول تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ“. [الزمر: 53].

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى