أسماء الله الحسنى: الحليم، الكبير

الحليم: واحد من أسماء الله تعالى، ويقصد به من يمهل ولا يستعجل في العقوبة وإنما يترك فرصة للعباد من أجل التراجع عن ارتكاب الذنوب، ويصبر على عباده رغم معاصيهم، حتى يحسون بتأنيب الضمير ويتراجعون عن أفعالهم وأعمالهم السيئة، وفي هذا السياق يقول الله سبحانه وتعالى: “لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ” سورة البقرة الآية225، فمن المعلوم أن الله الحليم هو الذي يعطي الفرصة للعباد من أجل التوبة والإصلاح، والابتعاد عن المعاصي والآثام والرجوع إلى الطريق المستقيم، فهو يتصف بالصبر والصفح على العباد ريثما يقرون بذنوبهم لأنفسهم يقول جل علاه: “وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ” سورة النحل الآية61.

الكبير: إسم من أسماء الله تعالى، ويقصد به صاحب العظمة والكبرياء الذي يتحكم في كل شيء، ويقبض بزمام كل الأمور دون استثناء، قال الله عز وجل: “ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّه هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ” سورة الحج الآية62.
فالله الكبير سبحانه لا يتصف بالنقص، سواء في ذاته أو في أفعاله وهو الذي يستحق كل تعظيم وإجلال من عباده الضعفاء، يقول ابن منظور في لسان العرب ” الكَبير في صفة الله تعالى: العظيم الجليل والمُتَكَبِّر الذي تَكَبَّر عن ظلم عباده، والكِبْرِياء عَظَمَة الله، جاءتْ على فِعْلِياء؛ قال ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى المتكبر والكبير أَي العظيم ذو الكبرياء، وقيل: المتعالي عن صفات الخلق، وقيل: المتكبر على عُتاةِ خَلْقه، والتاء فيه للتفرّد والتَّخَصُّصِ لا تاء التَّعاطِي والتَّكَلُّف“، وتتجلى عظمة الله سبحانه وتعالى من خلال قدرته المتجلية في خلقه وفي صنعه وإبداعه وكبريائه، قال سبحانه وتعالى: “عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ” سورة الرعد الآية9. فالله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء في هذا الكون صغيرا كان أو كبيرا ظاهرا كان أو خفيا، وهو الكبير الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، إنه المتعال عن كل شيء بقدرته وقوته وعظمته.