أسماء الله الحسنى: الباعث، الشهيد، الولي
الباعث: واحد من صفات الله تعالى، وهو لم يرد في القرآن الكريم على صيغة الإسم وإنما جاء على شكل أفعال ” بعث” و “يبعث” ويقصد به الذي يبعث الحياة في الخلائق بعد موتهم ، قال الله تعالى: “وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ” سورة الحج الآية:7
فالباعث سبحانه هو من سيتولى بعث الخلق وإعادة الروح إلى أجسادهم يوم القيامة ليحاسب كل واحد على أفعاله وأعماله، ويجازى كل واحد على ما قدمه من خير أو شر في الحياة الدنيا.
الشهيد: هو من لا يخفى عليه أمر في هذا الكون، ويتولى مراقبة عباده فهو شهيد عليهم وعلى أعمالهم وتصرفاتهم، وهو العليم بخفايا صدورهم و ظواهر أفعالهم لا تخفى عليه خافية قال الله عز وجل: “قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.” سورة سبإ الآية 47، وعلى هذا الأساس يجب على العبد أن يدرك أن كل ما يفكر فيه وكل ما فعله أو ينوي فعله فالله سبحانه وتعالى يعلمه، فهو مطلع على كل السرائر وعارف بخبايا النفوس قال الله تعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ” ، وقال أيضا: “أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ” سورة فصلت الآية:53.
الولي: إسم من الأسماء الحسنى لله عز وجل ، ويراد به الذي يتولى أمور عباده ويعتني بهم ويرعاهم وينصرهم، فالله الولي جل علاه هو الذي يتولى المؤمنين وينصرهم ويهديهم إلى الخير، ويبعد عنهم الشر وينير طريقهم بالإيمان والعلم واليقين قال الله سبحانه وتعالى: “وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ” سورة الشورى الآية:28، وبهذا لا بد للعبد أن يعرف أن أموره كلها يتولاها الله عز وجل دون غيره من العباد وما عليه سوى التوكل عليه واليقين بأنه سيدبر أموره أحسن تدبير وسيرشده نحو الطريق الصحيح قال الله تعالى: ” أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۖ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير” سورة الشورى الآية:9.